Sunday 12 October 2014

.. البيجامة تحبك

زمان لما كنت انزل مع ماما نجيب لبس ساعات ماكانتش توافق علي حاجات عاجباني بحجة انها شبه البيجامات
وبعدها بقيت انا كمان ذوقي كده !!
وبعد ما فضلت كتير من حياتي فاهمة ان اللبس اللي شبه البيجامات ده واحد في مفهوم كل الناس .. فجأة لقيت ان الحاجات اللي بتقول عليها ماما بيجامات ماماهات بنات صحابي كانوا مش بيقولوا عليها بيجامات والعكس

واكتشفت ان كل واحد وبيجاماته !

كل واحد وعنده شكل بيجامة معين في دماغه اي لبس شبهها يبقي مش نافع يتلبس واحنا خارجين لانه شبه لبسنا في البيت

وطلعت البيجامات مش في اللبس بس !
البيجامات في الكلام والتصرف والافكار والاشخاص كمان !! البيجامات حتي في اسلوب الحياة ...

انت عندك الحاجة الفلانية مرفوض خالص تعملها او تقولها او حتي تحبها وحد تاني عنده الشخص ده مرفوض خالص التعامل معاه .. ليه ؟ عشان قالولي كده او شفتهم بيعملوا كده

حاول تحب بيجاماتك لان معظمهم غالبا بتطلع حاجات لطيفة ومريحة اوي لو جربتها

اتصالح مع بيجاماتك لانك خسران كتير وانت خايف من حاجات كتير لمجرد انك بتتعامل معاهم بمنطق البيجامات

(اللي انت اتعلمته من حد تاني مش مخترعه لنفسك ومفصله مخصوص ليك)

جرب يمكن تطلع حاجة مريحة ليك وتساعد روحك تتحرك بخفة اكتر :)

وحب البيجامة .. البيجامة تحبك :)

Saturday 16 August 2014

فُراق

الفراق …  هو المسافة بين عينيا وأخر نور في السكة باين
الفراق … هو ثقافة … ان بيتك جوه منك وإنك تكون للعِشرة خاين
الفراق هو سرعة خطوتك في جريك وانت هربان من طموحك
هو انك تختار بكيفك … تقتل الباقي في روحك
الفراق في الاصل بُعد
بُعد عن دنيا أمانك …
بُعد عن أصلك … مكانك …
بُعد عن حُب السنين …
بُعد عن اول حنين …

بُعد  … بُعد وخلاص

هو الوجع …
وجزء من جسمك  … بتقطعه منك بطوعك
واحتمالية دمع اللُقا … في اول لحظات رجوعك
وانك تشتاق لأكل وبالعناد بتغذي جوعك
بُعدك تختاره بإيديك … او بيجي بخنوعك
بُعد عن اصل الشرور … أو بعد عن مصدر سرور
والبعد عن مبدأ وقيمة -في نظري- اسوأ انواع الفجور
لما توهانك يدلك … تبعد عن طاقات النور

فراقك لرفض  يأسك … لثقتك في نفسك
فراق لصدق … أمانة … وعملت كل اللي في نِفسك
اهه البُعد ده ! صعب أوي عنه التراجع
أصلك مش في غربة وراجع
انت مسفر ضميرك شَمَال
وبتهرب لأبعد نقطة جنوب
ومسافر انت لأبعد مكان
عشان عن مبادئك تتوب

المبدأ يرسم ملامحك … ملامح تتحفر جوه قلوب
وإن يوم بِيعت مبدأ واتفرقت بيكم - عن عمد - الدروب
هايجي يوم هاتقول للدنيا سلام
تلقي الناس في أولها بيقولوا فيك شعر وكلام

وشمع الملامح -يتيمة المبدأ- في نار النسيان تدوب

Friday 18 July 2014

المش-مثالية


الانسان بطبيعته ماينفعش يعيش لوحده .. دايما جواه احتياج لوجود إله .. لوجود كيان أكبر وأشمل يحتويه .. كيان يصدق في وجوده ويرمي قدامه مخاوفه ويكون فيه علاقة بينهم اسمها العبادة

و مشكلة الإنسان الأزلية في كل العصور وفي كل بقاع المسكونة بتتلخص في نقطتين
اولهم هي انه فاكر نفسه ربنا اللي هو نفسه بيستميت ويبالغ في عبادته له بشكل بيقتل اي فرصة ان العبادة دي تكون وتستمر حقيقية 
فا بيبدأ يحكم علي الناس ويكفرهم ويصدر احكام علي افعالهم بشكل قاسي وغير عادل مش مقبول من الإله اللي هو مسمي نفسه بيعبده

ثانيهم هي إنه بيفتكر الناس التانية ربنا فا بينتظر منهم الكمال في تصرفاتهم و يزعل ويقفش اوي لما حد يلومه علي تقصيره وتسمع منه سؤال بإستنكار شديد : هو انا ربنا ؟؟؟
في حين انه لسه كان بيلعب دوره في النقطة اللي فوق دي علي طول

الانسان بشكل عام محتاج يتصالح مع انه مش مثالي ومش كامل وعمره ما هايوصل للكمال اللي هو صفة تخص الخالق اللي هو نفسه بيتعدي علي حقه في التفرد بصفات معينة له لوحده

والأهم انه محتاج يتصالح ويقبل انه عايش مع بني أدمين برضه ونفس ال(مش-مثالية) اللي في دمه دي بتجري في دمهم وإن جلوسه علي كرسي الخالق وتوليه مهام الإدانة والحكم علي الناس يعتبر إهانة لذات الإله ده اللي من رحمته سايب شخص بينتحل شخصيته لسه عايش

Saturday 17 May 2014

نسيمٌ رمادي

"تشكي … مش هاسأل عليك
  تبكي … مش هارحم عينيك"

هكذا كان ينبعث صوت أم كُلثوم من الهاتف المحمول … جالساً علي كرسي قد وُضِع له خصيصاً بجانب طاولتهما

هذان العجوزان … يجلسان متقابلين يلعبان "الطاولة" بحماسٍ شديد …
وتنطلق منهما من حين لأخر صيحات … تارة تدل علي نصر مبين كمن فتح بلاداً للمسلمين … وتارة علي هزيمة نكراء.

تداعب نسائم الهواء الليلية -الرمادية- اللطيفة وجهيهما … تماماً كما صار وجودهما -الرمادي- يداعب الحياة …
فعجوزان في مثل هذا العمر … تنحصر حياتهما في قراءة الصحف نهاراً والتسامر مع اصدقاء العمر والشيبة ليلاً … وملاقاة الأبناء والأحفاد اسبوعياً او شهرياً (إذا قست القلوب)
فأضحي وجودهما يعمل عمل نسيم الليل في النفوس … يداعبها بل أحيانا يريحها ولكنه رماديٌ لا يغير شيئاً ولا يؤثر تأثير رياح العاصفة مثلاً …

ومثلما كان الحماس في نفسيهما متقداً للفوز في لعبةٍ , كان أقصي ما يرجوانه وهما علي أعتاب النهاية … هو أن يتمتعا لأقصي حدٍ برؤية احفادهما
فأولئك الأحفاد … هم الإنجاز الأوضح والأوحد -تقريباً- لأجدادٍ انقادوا منذ الشباب في دائرة الحياة التقليدية المُفرَغة مُرغمين أو بإرادتهم الكاملة …

تُري هل فعلا في سنوات معيشتهما ما يستحق ان يُخَلَد ويُقرأ أو يُسمع بعد وفاتهما مثلما تشدو أم كُلثوم الأن بعد عقودٍ من رحيلها …

أسيخرُج من زهورهما رحيقٌ دائمٌ … يعطر الهواء والأرواح ويكسر رتابة مستقبلٍ -علي ما يبدو- مُكرر … مثلما يكسر شدو أم كُلثوم رتابة ليلتهما …

هل قاما بما يُرجع التأثير لنسماتهما بعد ان ذَبُل مفعولها بطول سنين حياتهما … فترجع لتؤثر وتُحرك النفوس كما تحرك رياح "الخماسين" الأشجار" بل -ومجازاً- توقظها من غفوتها … في نفس الوقت من العام (كل عام).

"إنني اريد حياةً تبقي …
  أريد صفحةٌ لا تُطْويَ …
  بل يُسَطَر -فيها- كل يوم بعد رحيلي …
  لحنٌ جديدٌ … يُطِرِب مَن يسمع
  ويترك صداه في ارجاء نَفس السامع … دهراً "

Sunday 9 February 2014

ايها المغتصبون ... ارحموا *** ابونا



بيتولد الطفل الصغير في اي مكان في العالم -منهم مصر-وهو نفسياً ابيض وهادي … وجميل كده… وتحسه ملاك ومع مرور الوقت بيبتدي يتطبع بطباع اهله والمجتمع
المصري بيبقي لزج في طفولته … سئيل بالوراثة او بالممارسة -ماحدش عارف- …
ويكبر يبقي مراهق سافل وفلتان بعدها شاب جامعي ينتمي لقطب من قطبي عالم الافورة :
يأما يمين " شيخنا وسيدنا وقال الله وقال الرسول… "
يأما شمال " العب العب … هاتي بوسة يا بت … الخ يعني"
ومنهم اللي بيقرر يلحد عشان يبقي روش او عشان ايمانه ورثه عن ابوه اللي مش بيفوت فرض ومع ذلك بيختلس من فلوس الشغل او بيخون امه … فا منطقي جدا الواد ده اول ما يلاقي فرصة يفلسع بيها من الايمان المتناقض اللي كبر عليه ده … هايكُت

نيجي بقي نفكر ايه بيفرق الشاب في مصر عن الشاب في اي بقعة تانية من بقاع كوكبنا الحزين
وعشان اوفر عليك عناء التفكير لاني عارفة انه بيتعبك … اللي بيفرق بينهم هو الاغتصاب
ايوه الاغتصاب ومش قصدي هنا اغتصاب فاطمة اللي اخد اعلي مرات مشاهدة علي يو تيوب ولا اللي كان في قضية رأي عام … انا قصدي اغتصاب تاني … اغتصاب الدماغ … التفكير لامؤاخذة
من اول ما العيل بيكبر بتعلمه : اوعي تكدب … بس لما عمو فلان يتصل قول له : بابا نايم (مع ان بابا مش نايم ولا حاجة)
بتعلمه : اوعي تسرق … بس انت عينيك بتسرق بصات حرام علي اجسام ستات عاجباك عادي …ده اذا ماكنتش بتسرق من فلوس شغلك فعلا لما تحتاج
بيكبر شوية ويدخل مدرسة ويعلموه جوه اننا لازم نحب العلم عشان نفيد بلدنا واللي بيتكلم اصلا مجموعه هو اللي حدفه في تربية فا وقع في ارابيز العيال مدرس وقارفهم ومش بيفيدهم اصلا
تعلمه الامانة وانت بتسرب الامتحانات عادي ... لأ وايييه !! اول ما يغش تعاقبه وتظهر فجأة الزبيبة في دماغك وتحضر في ذهنك كل الايات والاحاديث التي تحث علي الامانة وتحذر من عذاب القبر للخطائين
وخد عندك خطب ومواعظ بالهبل لحد ما يطلع عين اللي غش ده … وعلي فكرة اول فرصة تاني تجيله يغش هايغش عادي
وفي ثانوي و اول جامعة تبدأ تزن علي نافوخه عشان ينجح : ولسان حالك : لازم تنجح يا حبيبي وتبقي زي ابوك وانت كل انجازك في الحياة انك خلفته هو واخوه … ومش عارف تجوزهم حتي
ومؤخرا بقيت تطلب منه يبدع ويبقي فنان ومثقف ويقرأ ويفكر بس اول ما فكره ورأيه يعارضك … يبقي مش متربي ودماغه بايظة وعايز الحرق صاحي
بيكبر يشوفك موظف بتاكل روتين وتشرب وتلبس روتين … ايامك كلها صبة واحدة
صورة فوتوغرافيا واحدة بتغير لبسك فيها بس عشان المدام عايزة تغسل
بتطلب منه يتميز ويختلف ولو ماعملش كده يبقي مش نافع وطبعا ابن خالته احسن منه لحد ما يحس بالدونية وانه مالوش قيمة
بتطالبه يكون غير كل الناس وانت بنفسك برضه بتزن عليه لازم يتوظف ويقبض كويس ويتجوز وطبعا يخلف وبعدها يخاويه ويكَبَره زي كل الناس اللي انت (سبحان الله يا اخي) عايزه يكون غيرهم
بتزقه بره دايرة الحياة الرتيبة اللي كلكم غرقانين فيها وفي نفس الوقت بتشده لجواها بكل عزمك … بعد كل ده مستني منه ايه !!

انت واللي زيك اللي بتغتصبونا في دماغنا … انتم اللي بتشربونا التناقض فا بنطلع بشخصيات مهزوزة ومستحيل ناخد قرار يفيدنا لكن ينفع اوي ناخد قرار يفيدكم انتم
انتم وباء بنتنفسه غصب وبيجري في دمنا برضه غصب
انتم بتزقونا لقدام بأيد وبالتانية بتشدونا لورا .. احنا في مكاننا من ساعة ما اتولدنا وانتم فاكرين اننا بنجري
انتم المغتصبين لكل فكرة وبداية كويسة لاي اختلاف فينا … ومن كتر ما بتطالبونا نختلف عن الناس في الاخلاق والدين والسياسة والادب والكورة والاحلام .. بنفشل !!
احب اقول لك يا كل حد شاف نفسه في كلامي وصدقت او مش عايز تصدق ان هو ده اللي بتعمله في الجيل اللي طالع كل يوم
احب اقول لكم :

 ايها المغتصبون ارجوكم سيبونا نغلط ونتعلم … سيبونا نشِت ونرجع احنا بنفسنا للحق
سيبونا ندافع عن احلام مختلفة عن مناهج احباطكم ويكون لينا دافع اكبر من اننا نبقي نسخ فاشلة تاني منكم
اعتقونا من بُعد نظركم وخبرتكم وتحليلاتكم والقوالب اللي حطيتوا فيها حياتكم وحياتنا خوفا من اي جديد بيقرب

ولو كارهين الجديد … اكرهونا بس مانمونتش واحنا عايشين بسببكم
لو خايفين من الاختلاف … خافوا مننا بس فكونا من سلاسلكم اللي بتشدونا بيها وراكم في طريق الولا حاجة
ايها المغتصبون … سيبونا في حالنا بقي
ايها المغتصبون … ارحموا *** ابونا

Wednesday 22 January 2014

شكرٌ واجبٌ للعاهرات …

عندما تصبح بائعة جسدها اشرف ممن يحاكمونها … يجب ان اشكرها عاهرات الجسد …
هؤلاء الاناث اللاتي قد فشلن في كسب معيشتهن بكل الطرق المتاحة … فقررن ان يستثمرن الشئ الوحيد المتبقي لهن … الشئ الوحيد الذي استطعن الافلات به من براثن جحيم هذا الوطن
فقد بدأن بعرض سلعتهن الوحيدة في اسواق مستترة خصصت لها … وهن يعلمن انها ستلقي رواجاً وستعود عليهن باكثر مما رجوا منها ربحاً …
 انني اود شكر هؤلاء السيدات … شريفات الفكر … مدنسات الاجساد … فهن بالطبع افضل حالا ممن قرروا مزاولة نفس المهنة لكن بعرض افكارهم ومبادئهم للبيع في الاسواق مثل السلع …
انا لا التمس للرذيلة اعذاراً …ولا احاول تبرير الفَعَلة من اثمهم … ولكنني اعجز عن البقاء صامتة حين اضع اولئك النساء المرغمات علي افعالهن في مقارنة مع من يبيعون شرف افكارهم عن طيب خاطرٍ …
فعاهرات الجسد … مع بشاعة ما يفعلن … فهن يستحين ان يفعلن فعلتهن امام العامة … اما المبجلون عاهرو المبادئ … فقد فقدوا اخر ذرات حيائهم عندما بدأوا في ممارسة العهر الفكري علي شاشات التلفاز … حتي اصبحت عهارتهم مهنة مقننة … بل ان انشاء نقابة لمزاوليها - نظرا لازدياد عددهم بشكل ملحوظ- بات شيئا ليس ببعيد …
ففي اربعينيات القرن الماضي كانت تجارة الاجساد فعلا يحكمه قانون وتعترف به الدولة … ولكنهم وقتها كانوا يحرصون علي عذرية مبادئهم كما يحرصون علي طهارة الجسد … ويستحوا ان يعرضوا ما يدور بخواطرهم من افكار للبيع باسعار بخسة … ولو كانوا يعلمون ان احفادهم سوف يقلبون الاية … لكانوا قد حرََموا الانجاب خوفاً من المساس بقيمهم الطاهرة التي كان مقدرا لها ان تبقي كذلك … لولا ارتفاع نسبة الفُجر في دماء الاجيال التي توالت بعدها
ان من يفعلون الفحشاء باجسادهم هم وحدهم من يدفعون الثمن … اما من يفعلونها بالمبادئ والافكار … فانهم -وربما عن عمد- يغتصبون ما نملك من فكر … بشكل اجباري … كلما فعلوا ذلك بانفسهم
حينما سالت اول قطرات دماء علي ارض هذا الوطن … كانت تصرخ في مجراها : انقذوا الفكر من ثعابين الرخص … ومازال سفك السيل الاحمر مستمرا ولم يتعظ قادتنا ولم يهتدوا
فالان بات سهلاً علي القائد السياسي او الثقافي ان يصبح قواداً لعاهري الافكار بدون ان نشعر نحن باي اختلاف في بادئ الامر … ولكن سيأتي يوم … حينها سينهار اخر ما تبقي من مبادئنا بسبب آفة عهر التفكير التي تنهش في اساسات هذا المجتمع الهشة منذ بضع سنوات ليست بقليلة …
فإن كان فعل فحشاء الجسد يرهقه … فإن فحشاء الفكر تزهقه …

فمني الي عاهري الفكر دعوة …
هداكم الله الذي تناسيتموه في خضم شروركم …
هداكم الله قبل ان تعصفوا بفكر من لم تطأ قدمه حياتنا بعد
ومني الي عاهرات الجسد …
مدنسات البدن …
طاهرات الفكر …
  .وجب الشكر

Tuesday 14 January 2014

اللص

كانت تسير في الطريق … بخطوات هادئة … ان تراها من بعيد … تشعر بثقة في خطواتها او يختلط عليك الامر فتشعر بجام خوفها ورعدتها يصرخان كلما وضعت احدي قدميها علي الارض لتخطو خطوة جديدة … نحو وجهتها المعلومة ومستقبلها المجهول … كانت قد صادقت احجار الطريق … صادقت السماء الباردة التي ظللتها … اعتادت تكوين صداقات مع كل من يحيط بها … املا في ان يقلل هذا من احساسها بهول ظلام الطريق …الذي -في ظروف اخري- لكانت قد هامت في سواده عشقاً كانت تحدث نفسها وتحكي لها قصصا … كانت تسليها وتُذهب عنها رهبتها باحاديث شيقة … فهي وان كانت تظهر للمارة ; فتاة تمشي وحيدة … كانت محاطة بمن اوجدتهم هي في خيالها اصدقاءً كانت ترتدي فوق جسدها ثوبا ابيض … يكسوها ويكسبها رونقاً وسحراً … كانت جميلة … ذات جسد انثوي قد ابدع الخلاق في صنعه … اضفي ثوبها الناصع علي هدوء ملامحها مظهراً ملائكياً … ما ان تنظر اليه حتي تشعر
بسلام يروي اعماقك

كان هذا الثوب ثابتا مهما تغيرت ثيابها … فكان رداء الملائكة هذا … هو امانها واحساسها بالاطمئنان … الذي , تشكل رحلتها اليومية في الطرقات خطرا داهما عليه … ولكنها حتي الان سالمة…

وقبل ان تبلغ المكان الذي كانت تقصده … قبله بعدة خطوات وفي زحام مفاجئ امتدت يدٌ مجهولة من حيث لم تعلم هي … وتلمست جسدها بلمسات التلذذ بما لا تملكه نفسه ارتاعت هي لما شعرت به في نفسها من قبح ورُخص … والتفتت سريعا لتري صاحب اليد … التي استرقت في الزحام منها ما لم تُرِد هي اعطائه له عند طلبه اياه حتي … ورأته … رأته يركض مبتعداً … وهو ممسكٌ به في يده … وروحها … كانت ترتعش برداً … ليقينها بانه قد سُلب منها توقفت في مكانها للحظات … وقد تعالي طرق قلبها حتي تناهي الي مسامعها صوته المرتعد الخائف … صرخت وهي صامتة تحدق في فراغ الزحام … ولم يمر وقت طويل حتي تمالكت ما تبقي من نفسها وشرعت في اكمال ما تبقي من مشوارها

واكملت سيرها عاريةً …وهي في كامل ثيابها فلم يكن لص الاجساد يعلم انه قد سرق عنوة ثوب امانها … حين قرر ان يسرق لذته منها ويهرب …