Wednesday 22 January 2014

شكرٌ واجبٌ للعاهرات …

عندما تصبح بائعة جسدها اشرف ممن يحاكمونها … يجب ان اشكرها عاهرات الجسد …
هؤلاء الاناث اللاتي قد فشلن في كسب معيشتهن بكل الطرق المتاحة … فقررن ان يستثمرن الشئ الوحيد المتبقي لهن … الشئ الوحيد الذي استطعن الافلات به من براثن جحيم هذا الوطن
فقد بدأن بعرض سلعتهن الوحيدة في اسواق مستترة خصصت لها … وهن يعلمن انها ستلقي رواجاً وستعود عليهن باكثر مما رجوا منها ربحاً …
 انني اود شكر هؤلاء السيدات … شريفات الفكر … مدنسات الاجساد … فهن بالطبع افضل حالا ممن قرروا مزاولة نفس المهنة لكن بعرض افكارهم ومبادئهم للبيع في الاسواق مثل السلع …
انا لا التمس للرذيلة اعذاراً …ولا احاول تبرير الفَعَلة من اثمهم … ولكنني اعجز عن البقاء صامتة حين اضع اولئك النساء المرغمات علي افعالهن في مقارنة مع من يبيعون شرف افكارهم عن طيب خاطرٍ …
فعاهرات الجسد … مع بشاعة ما يفعلن … فهن يستحين ان يفعلن فعلتهن امام العامة … اما المبجلون عاهرو المبادئ … فقد فقدوا اخر ذرات حيائهم عندما بدأوا في ممارسة العهر الفكري علي شاشات التلفاز … حتي اصبحت عهارتهم مهنة مقننة … بل ان انشاء نقابة لمزاوليها - نظرا لازدياد عددهم بشكل ملحوظ- بات شيئا ليس ببعيد …
ففي اربعينيات القرن الماضي كانت تجارة الاجساد فعلا يحكمه قانون وتعترف به الدولة … ولكنهم وقتها كانوا يحرصون علي عذرية مبادئهم كما يحرصون علي طهارة الجسد … ويستحوا ان يعرضوا ما يدور بخواطرهم من افكار للبيع باسعار بخسة … ولو كانوا يعلمون ان احفادهم سوف يقلبون الاية … لكانوا قد حرََموا الانجاب خوفاً من المساس بقيمهم الطاهرة التي كان مقدرا لها ان تبقي كذلك … لولا ارتفاع نسبة الفُجر في دماء الاجيال التي توالت بعدها
ان من يفعلون الفحشاء باجسادهم هم وحدهم من يدفعون الثمن … اما من يفعلونها بالمبادئ والافكار … فانهم -وربما عن عمد- يغتصبون ما نملك من فكر … بشكل اجباري … كلما فعلوا ذلك بانفسهم
حينما سالت اول قطرات دماء علي ارض هذا الوطن … كانت تصرخ في مجراها : انقذوا الفكر من ثعابين الرخص … ومازال سفك السيل الاحمر مستمرا ولم يتعظ قادتنا ولم يهتدوا
فالان بات سهلاً علي القائد السياسي او الثقافي ان يصبح قواداً لعاهري الافكار بدون ان نشعر نحن باي اختلاف في بادئ الامر … ولكن سيأتي يوم … حينها سينهار اخر ما تبقي من مبادئنا بسبب آفة عهر التفكير التي تنهش في اساسات هذا المجتمع الهشة منذ بضع سنوات ليست بقليلة …
فإن كان فعل فحشاء الجسد يرهقه … فإن فحشاء الفكر تزهقه …

فمني الي عاهري الفكر دعوة …
هداكم الله الذي تناسيتموه في خضم شروركم …
هداكم الله قبل ان تعصفوا بفكر من لم تطأ قدمه حياتنا بعد
ومني الي عاهرات الجسد …
مدنسات البدن …
طاهرات الفكر …
  .وجب الشكر

Tuesday 14 January 2014

اللص

كانت تسير في الطريق … بخطوات هادئة … ان تراها من بعيد … تشعر بثقة في خطواتها او يختلط عليك الامر فتشعر بجام خوفها ورعدتها يصرخان كلما وضعت احدي قدميها علي الارض لتخطو خطوة جديدة … نحو وجهتها المعلومة ومستقبلها المجهول … كانت قد صادقت احجار الطريق … صادقت السماء الباردة التي ظللتها … اعتادت تكوين صداقات مع كل من يحيط بها … املا في ان يقلل هذا من احساسها بهول ظلام الطريق …الذي -في ظروف اخري- لكانت قد هامت في سواده عشقاً كانت تحدث نفسها وتحكي لها قصصا … كانت تسليها وتُذهب عنها رهبتها باحاديث شيقة … فهي وان كانت تظهر للمارة ; فتاة تمشي وحيدة … كانت محاطة بمن اوجدتهم هي في خيالها اصدقاءً كانت ترتدي فوق جسدها ثوبا ابيض … يكسوها ويكسبها رونقاً وسحراً … كانت جميلة … ذات جسد انثوي قد ابدع الخلاق في صنعه … اضفي ثوبها الناصع علي هدوء ملامحها مظهراً ملائكياً … ما ان تنظر اليه حتي تشعر
بسلام يروي اعماقك

كان هذا الثوب ثابتا مهما تغيرت ثيابها … فكان رداء الملائكة هذا … هو امانها واحساسها بالاطمئنان … الذي , تشكل رحلتها اليومية في الطرقات خطرا داهما عليه … ولكنها حتي الان سالمة…

وقبل ان تبلغ المكان الذي كانت تقصده … قبله بعدة خطوات وفي زحام مفاجئ امتدت يدٌ مجهولة من حيث لم تعلم هي … وتلمست جسدها بلمسات التلذذ بما لا تملكه نفسه ارتاعت هي لما شعرت به في نفسها من قبح ورُخص … والتفتت سريعا لتري صاحب اليد … التي استرقت في الزحام منها ما لم تُرِد هي اعطائه له عند طلبه اياه حتي … ورأته … رأته يركض مبتعداً … وهو ممسكٌ به في يده … وروحها … كانت ترتعش برداً … ليقينها بانه قد سُلب منها توقفت في مكانها للحظات … وقد تعالي طرق قلبها حتي تناهي الي مسامعها صوته المرتعد الخائف … صرخت وهي صامتة تحدق في فراغ الزحام … ولم يمر وقت طويل حتي تمالكت ما تبقي من نفسها وشرعت في اكمال ما تبقي من مشوارها

واكملت سيرها عاريةً …وهي في كامل ثيابها فلم يكن لص الاجساد يعلم انه قد سرق عنوة ثوب امانها … حين قرر ان يسرق لذته منها ويهرب …