Saturday 29 June 2013

اين انت !!

نصف ساعة …و انا لا اعلم عنه شيئا
فتح القلق بابي وتسلل بحذر اللي داخلي
اين انت !!
انقضت ساعةٌ الان … وقد فقدت كل اتصالي به …بدأ التوتر يغزو اعماقي …
لماذا لا تجيبني …
ثلاث ساعات مرت … هاتفت ابويه فبدا القلق واضحا يرسم طريقه من ذبذبات اصواتهم المنطلقة من الهاتف … عابرة الي اذني مرورا بفكري المشوش لتستقر في نفسي … ولتنهش الهواجس افكاري بلا هوادة
خمس ساعات … ترددت اشاعات انهم قد اخذوه !!
لا !! ليس مرة اخري !! … انتم مخطئون !!
هرع اصدقاؤه كالمجانين في الشوارع يبحثون عنه …  والقلق رفيقهم اللدود  … الذي صاحبهم بدون دعوة …
هاتفت امه مرة اخري … تملك منها الرعب … بدأت -لا اراديا- تهيئ نفسها لاحتمالية فقدان وحيدها … وان كان قلبها لا يصدق
ثماني ساعات … رن هاتفي … لم يجرؤ صديقه  علي النطق بها … فقط بقي صامتا لدقيقة …  شعرت فيها بدموعه علي وجنتيه تنساب … واغلق الهاتف
اتسعت عيناي دهشة !! …
اين انت !!!!!
ثم سقطت انهار القهر والعجز من مقلتي …
اين انت !!!!
ذهبت اللي فراشي …ونمت …
(لا تنسيني يا رفيقة الايام الصعاب والرحاب … لاتنسيني) … ترددت كلماته بصوته في اذني مئات المرات … وانا احاول النوم … احاول الهروب من واقعي بالنوم كما اعتدت … ولكنه لا يفارقني …
كانوا مغتصبي الحلم قد اسكتوا صوته بالعنف مرة … ف أصر علي ان يعليه فوق رؤوسهم مرات ومرات … لم يخشي عقاب ابويه ولم يرهب العواقب و ان صعبت … لم يظهر في مرمي بصره الا الدم … الا الكرامة بجسدها المنحول … معلق فوق خازوق لم يستخدم مثله فلاد الدموي بكل جبروته وبطشه … رأي فيها صورة اهله ان لم يجئ الخلاص سريعا … من حيث لا يدري احد …
ف استحال القهر مع روح بفطرتها حرة … وصار اختيار انتظار المخلص … اشد خزيا من دفن الرؤوس في الرمال كالنعام …
اين انت !!!
هل سرق مغتصبو الحلم روحك من جسدها !!!! هل تعمد مصاصي الدماء احراق قلب ام مسكينة علي ولدها !! …
اين انت !!
يا صديق!! يا رفيق عمر … و ان قصرت ايامه عظم محتواه !!
لا تذهب !! لا تذهب فتترك لي احلامك المبتورة … لا تذهب فتشعل في نار الفراق و الالم … لا تذهب وتترك كل ما اردت  قوله لك طافيا فوق انهار روحي الراكدة !!
لا تذهب فعقلي يشتاق ان يهزم عقلك في نقاش اختار اخر ساعات الليل ليسكن
لا استطيع الكف عن البحث عنك !!! لقد قلت لك انتظر !! لكنك لم تسمع !!
ما تركته لي لانهيه اثقل من ان احمله وحدي !! …
اين انت !!!
ها كتفي الصغيرين اللذين لم يكلا يوما من حمل احباطك واحزانك وفكرك … ينتظرانك !!
ها سيل كلماتي البسيطة التي تواسيك لم ينضب … ها هو ينتظرك
ها الطريق الطويل الذي بدأته وكنت تنتظر الاميرة التي ستشاركك لتنهيه بإحداث فرق في عالمك
مازال موجودا يا صديق !!! مازالت هي في مكان ما من العالم تنتظرك !!
مازلت انتظر يوم زفافك لأري صديقي العزيز يخطو خطوة تشرح قلبه وتنسيه ما عاني في سنين عجاف …
انهم في انتظارك !! اين انت !!!
تحجرت الدموع في عيناي … ونزلت يومها  الي الطرقات ابكيك يا صديق بصوت عال !!
ووصلت الي حيث تمنيت ان تقف … الي حيث تمنيت ان تحارب … وهناك وقفت !!
نظرت في وجه كل ثائر وكل غاضب مر بقربي …  ليتني اجدك … نظرت في عيونهم كمن يحملهم مسئولية ايجادك … او الاخذ بالثأر ان استطاع  احد ان يصدق … انك بالفعل قد رحلت
اين انت !!
انني اعلم انه و ان لم تعيد -برحيلك- ما ضاع !!
فقد ماتت قلوبنا حزنا !!
فلم يعد يهمنا ما نلقاه …
و ان زاد الحاكم السفاح بطشا
فقبلما ينتهي سيل الدم
ستذوق الطرقات -مثل دماك-
دماه …