Saturday 23 February 2013

انا الفقر …

ماقدرتش …
ارفع عيني …
لما هتكوا عرض بدني
ماقدرتش …
اصرخ وازعق
م اللي بجزمته خانقني
فاضللي ايه …
من دنيا واسعة
اضيق ما فيها …
مكاني

اشكي لمين جرحي واقولله
(سحبوا بسرنجة من عروقي
كرامتي
و بالذل بدالها شربوني
دم العبيد)
كنت انا من يوم ولادتي
اصلا … وحيد
انا اللي كان واللي هايفضل
حيطة الوطن اللي مايلة
انا فئة الشعب اللي بطعم مر
ووجع في قلوبها شايلة
انا الفقير …
اللي من غيره يمكن
كانت الناس عالكرب تصهين

انا اللي مش متوفر له عيشه
فا من اول ما يوعي يلقي عيشه
بطعم موت …
انا اللي عشت ميت
ولما مت … صرت عايش
اصلي من اول ما جيتها
كنت عامل حسابي … مش هابيت

تعالي اغتصبني يا بيه
فتح عيني عالحقيقة
اني مجرمة ولو كنت
انا اصلا بريئة
فهمني ان نوعي
تمنه ارخص
فهمني ان اريح
اموت ونخلص
بس قبلها … سيبني افهمك
ان جنس الفقرا يا بيه
اغلي ما يملك … كرامة !!
وان تاجرت وبعت فيه …
هاتضيع الغالي عليه …
ف يكونلك شبحك في نومك
بس ندمك ساعتها !
ينفع ب ايه
و ف ساعتها
يصبح مش همه الحياة
وان حاولت تاني تجور عليه
هايبهدلك
ماتحاولش تلعب مع واحد
تسحله ف هايسحلك
ماتحاولش تلعب مع واحد
ماعندوش اللي يزعل عليه

سيبنا من قذارتك وسياستك
قضيتنا في مدي رجولتك
الشعب ده اصله دكر
والست منه بميت نفر
الشعب ده مش مبرشم
ولا بيفوت حاجات
الشعب ده مش هايرضي
ان يحكمه … بنات

Wednesday 13 February 2013

نصف انسان !!

جاءوا … ومكثوا طويلا !! … لا !! لقد كانوا علي عجلة من امرهم … فنفذوا مهمتهم وذهبوا مسرعين … حتي انهم سبقوا ظلالهم …  رحلوا هم وتركوا لي ظلالهم تنوح بجانبي … تبكي علي … فتزيدني الما …

عندما جاءوا … كنت انا … وحيدا وسط هذه الجلبة في الميدان … لم ادرك متي كانت لحظة قدومهم … لم الحظه … فقد كنت اهيم عشقا فيما صنعت يداي … اسير متبخترا استعرض كم هو جميل ونبيل صنيعي في ارضي … ثم انوح هنيهة علي من فارقونا وقد كانوا الرفقاء الاوحدون …
وفي المجمل … انشغلت انا بحالي واحوالي وانجازاتي فتجاهلت مَن حولي … من اين يأتون و اللي اين هم ماضون … و من هم في الاساس … والأهم … ماذا كانوا يفعلون !!

                                            ...........................
ما علمته بعد ذلك انني لم اكن اشعر بهم علي الاطلاق … وهم يتراقصون حولي في خبث خام مغلف بابتسامات صفراء وسعادة اكثر اصفرارا … يرقصون رقصة !! من اهم طقوسهم انذاك … ومازالت … اشعلوا نارا … ثم بدأوا يتلون دساتير دينهم المستجد … وظلوا يقتربون … و يحومون حولي في دائرة … كلما علت اصوات عباداتهم وصلواتهم كلما ازدادت ضيقا عليَ … الي ان !! اظلمت سمائي واقتربت انفاس الموت الباردة من قلبي وضلوعي …
                                 .............................
والان … تحولت حروفي الي انات … وكلماتي الي اهات متواصلة لا تنقطع ولو انقطعت انفاسي حتي … صار الالم … هو سيد كل شعور لدي … بل انه استعبد ما تبقي من المشاعر الاخري … صرت مشوه النفس و الجسد والروح … إن تراني !! لا تستطيع ان تجزم اذا كنت انسانا حيا ام انني شبح مستقبلك القاتم !! ام انني مجرد جثة مهترئة هاربة من جحيمها …

لم يمنوا علي ويميتوني سريعا !! فلا اشعر الا بوخزة الموت تأخذ روحي فقط !! … بل انهم تفننوا في اذاقتي الموت بمره وعدم اعطائي اياه … فاقتطعوا نصف عقلي … فلا نعمت بالعقل ولا هنئت بعيش الحيوانات بلا عقل اصلا فارتاح !! … تركوني معذبا !! … بنصف ذاكرة ونصف ذكريات ونصف تركيز ونصف وعي … والعجيب الذي زادني وحشة … ان كل ما ترك لي هو ما يكفي ليعذب ما تبقي مني … في ما تبقي من ساعاتي او ايامي : كل مرة حملت فيها اشلاء ضحية سابقة لهم … وكل مرة دفنت اخري وانتحبت علي فراق حبيب وطن ضاع … ولم اكن ادري حينها هل ضاع الحبيب ام الضائع هو الوطن … اقتطعوا نصف ابصاري فصرت بعين واحدة … و صرت لا اري الا انعكاس كائني الخرافي علي وجوههم … اقتطعوا نصف قدرتي علي الحركة … بيد وساق !! … فغدوت عاجزا بائسا … اذا لقبت بانسان قد يخجل اللقب مني !! او يشمئز من حالي  … وبعد ان حملت وساعدت من كانوا بحاجة للمساعدة قبلا … صرت اُحمل بشفقة علي ايادي من لا يزالوا اصحاء …
استخدموا -هم- في كل هذا … منشارا وسكينا وشفرات حادة … واشياء اخري لم اتبينها

وقبلها … اقتطعوا نصف مشاعري -او ربما كلها-  فبعد ان كنت اهلع واجزع من رؤية دماء في ركن بعيد … صارت رؤيتها  بالنسبة لي روتينا !! و من كثرة ما زُف الي نبأ موت الرفاق تباعا … صرت معتادا علي سماعه … بل احيانا انتظره …فالموت في حالات بعضهم … ارحم بهم من نور دنيانا المعتم …
فصرت انا !! بعد ليلة زفافي الي الموت التي لم تكتمل … ورحلة الانين و الالم الذي يجاوز القدرات …
صرت انا !! نصف انسان !!!

وما تبقي مني … لا يصلح الا ليكون وقودا … لمدفأة تزيل بردوة ارض رواها دمي وقبله دماء كثيرون غيري

وبعد ان انجزوا مهامهم فيَ في وقت قياسي … وبعد ان صموا اذانهم و اعموا انظارهم عن مشاهد تفتتي واحتضاري البطئ … وبعد ان بخلوا علي … حتي ان يضعوا لسلسال ايامي البائس حدا فأموت !! … فروا … و ظل ما بقي مني … واستفقت لاجدني نصف شئ … لا يمت لأي فصيلة من اي كائن خلق … كم صرت بشعا …  تجسد في القبح … اسكثر هؤلاء فيَ الحياة !! كما استخسروا فيَ الموت !!!! …
ولكنني في وهني والمي … ادركت ان في عالمي … لا يقدر علي فعل مثل هذه الافعال … الا من هم ببساطة …
تجار دين !!

وفي اخر ما قالت عباراتي … المبتورة مثلها مثل روحي وجسدي … : عجلوا مشكورين هم بنهايتي …انني الان … كثوب رث … حتي الرقع ستنفر منه … انني مثل عجوز تناوب شباب حي علي اغتصابها … فماتت في ركن نائي … ولم يشعر بها احد …
فرجاء … عندما يكتمل موتي … استخدموا حطامي حطبا يدفئ ارضي … لربما … تشتم نسيم حرية … بذل من قتلوني جهودا لاعدامه …
لربما تشتم نسيم حرية … بت انا اقاتل في سبيله دهرا !! … لعلها تتنسمه فتدفأ … وتتحرر …
واذكروا انهم … بلا دين … شوهوني … حتي صرت …
… نصف انسان !!

Wednesday 6 February 2013

كفاية غُنا !!


كفاية غُنا !!
وكأنك بتضحك علي خيبتك بالغنا …
اتختم علي قفاك كل مرة وغني …
استني موت اعز ناسك وغني …
ارضي بسلب حقك واستقبل ذُلك بابتسامة وغني …
كمل غُنا … اثناء طعنك بالرصاص و حقنك بالمهانة … كمل غنا
كمل كمان … وكل ما يزيد الوجع علي صوتك … ماهو اصل طول ما انت ساكن هايزيد الوجع ف هايعلي صوتك بس مش بالاهات … بالغني !!
وشغل غناك في خلفية مشهد موت الحق …و اقف اتفرج ... هاتلاقي الاتنين جودتهم واحدة … صفر
شغل شرايطك القديمة وسجل جديد … واكتفي … بالاغاني …
اكتفي بيهم مهما كتروا … هايفضل الحق يموت وهاتفضل دي …  برضه اغاني


طب بص ! لو لي عندك خاطر !! انا لي عندك طلب !! … ممكن كفاية غنا !!
يمكن مفعول تسكينه للوجع يزول … وتتوجع بقي … فا تطلع آهك من غير نغم ماسخ … ف تتألم بجد … وتحزن بجد … من غير عود وناي … ولا تقسيم الحان وقانون وكمنجة اقصي صراخها مسجون في 8 نغمات … و ولا بتحس
بطل غنا !! يمكن لما حلقك يتكوي بمر الوجع وتصرخ … تحس علي دمك وتقوم … وتقول يا حقي يا موتي ...
اصلك لو ماقومتش !! مش هايبقي فيها حقي ... هيبقي فيها تاني موتي ...
اصلك لو ماقومتش .... مش هايبقي فيها بكرة …
يمكن لما تصرخ تسمع في صدي صرختك … اخر صرخة للصديق قبل موته … تسمع صرخة نهايته ف من جواااك تتهز

كفاية غنا … كفاية تختزل نواحك علي صديق العمر اللي راح … في غنوة …مش الهتاف بأسمه هو اللي هايخلد ذكراه ولا هايجيب حقه … ولا حقنا
و ولا انت عاجز ولا قليل الحيلة يا عيني … انت بس فالح تسيب دمه ينادي في الارض وقاعد تندب زي الولايا … بس فرقك عنهم … انك بتندب بالاناشيد … ندب متلحن يعني …
ارجوك كفاية غنا !! كفاية غناوي تخدر احساسانا بمصيبة قرب ضياع وطن … فا تقنع شعب كامل باغانيك ان مصر ست الجميع … وان حقنا جاي ومش هايضيع … فووووق !! ولا مصر فضلت عالية ولا فضل لينا حق … مصر عجوزة فقيرة عامية … دايرة في الشوارع تنادي عليك … لحد ما الحلق من الندا اتشق …
بس لو كنت هاتكمل غنا وتفضل سايبنا في الشوارع نعافر … امانة عليك … انت و كل بتوع الاغاني … امسك كفن اخوك .... وبيه اتداري .... امسك كفن اخوك .... واعمله طرحة وبيه اتلف
.
اصل غناك فات اوانه .... ولو لسه مصمم تغني … يبقي مكانك احسن بين البنات مش وسطنا …
وكمان غناك تعب وداني … قلبي تعب من كتر الاغاني … عيش في واقعك انت بعيد وسيبني في واقعي اموت شهيد …
و امانة عليك يا شيخ لما اموت … ماتغنيش
سيب اللي حافظ مرار طعم دم العزيز وفراقه
يقويني في مماتي .... وياخد لي حقي