Tuesday, 14 January 2014

اللص

كانت تسير في الطريق … بخطوات هادئة … ان تراها من بعيد … تشعر بثقة في خطواتها او يختلط عليك الامر فتشعر بجام خوفها ورعدتها يصرخان كلما وضعت احدي قدميها علي الارض لتخطو خطوة جديدة … نحو وجهتها المعلومة ومستقبلها المجهول … كانت قد صادقت احجار الطريق … صادقت السماء الباردة التي ظللتها … اعتادت تكوين صداقات مع كل من يحيط بها … املا في ان يقلل هذا من احساسها بهول ظلام الطريق …الذي -في ظروف اخري- لكانت قد هامت في سواده عشقاً كانت تحدث نفسها وتحكي لها قصصا … كانت تسليها وتُذهب عنها رهبتها باحاديث شيقة … فهي وان كانت تظهر للمارة ; فتاة تمشي وحيدة … كانت محاطة بمن اوجدتهم هي في خيالها اصدقاءً كانت ترتدي فوق جسدها ثوبا ابيض … يكسوها ويكسبها رونقاً وسحراً … كانت جميلة … ذات جسد انثوي قد ابدع الخلاق في صنعه … اضفي ثوبها الناصع علي هدوء ملامحها مظهراً ملائكياً … ما ان تنظر اليه حتي تشعر
بسلام يروي اعماقك

كان هذا الثوب ثابتا مهما تغيرت ثيابها … فكان رداء الملائكة هذا … هو امانها واحساسها بالاطمئنان … الذي , تشكل رحلتها اليومية في الطرقات خطرا داهما عليه … ولكنها حتي الان سالمة…

وقبل ان تبلغ المكان الذي كانت تقصده … قبله بعدة خطوات وفي زحام مفاجئ امتدت يدٌ مجهولة من حيث لم تعلم هي … وتلمست جسدها بلمسات التلذذ بما لا تملكه نفسه ارتاعت هي لما شعرت به في نفسها من قبح ورُخص … والتفتت سريعا لتري صاحب اليد … التي استرقت في الزحام منها ما لم تُرِد هي اعطائه له عند طلبه اياه حتي … ورأته … رأته يركض مبتعداً … وهو ممسكٌ به في يده … وروحها … كانت ترتعش برداً … ليقينها بانه قد سُلب منها توقفت في مكانها للحظات … وقد تعالي طرق قلبها حتي تناهي الي مسامعها صوته المرتعد الخائف … صرخت وهي صامتة تحدق في فراغ الزحام … ولم يمر وقت طويل حتي تمالكت ما تبقي من نفسها وشرعت في اكمال ما تبقي من مشوارها

واكملت سيرها عاريةً …وهي في كامل ثيابها فلم يكن لص الاجساد يعلم انه قد سرق عنوة ثوب امانها … حين قرر ان يسرق لذته منها ويهرب …

1 comment:

  1. ميرا!، وقرينا ^_^، ويعني أول ما دخلت مدونتك كنت بقرا لهدف واحد شرير!، اللي هو إني أطلع من كلامك لغة ركيكة في التعبير زي لغة خواطر المراهقين أو أحلام الفتيات، الحاجات دي يعني، بس ملقتش حاجة!، يعني لغتك ما شاء الله سليمة بشكل جميل جدًا، وليها قوة في التعبير وفي تبيين المعاني، زيها زيها في أزجالك بالعامية!، فقلت عندك حساسية جميلة تجاه اللغة بصفة عامة وبإيقاعها الجمالي وبكلماتها المحورية اللي بتشيل جمال الفقرة كلها عليها، ودي أول حاجة ادهشتني صراحة عشان عمرك مش بيعكس أي حاجة من دول!، وبعدين كملت في القراءة، وطلع عندك معاني جميلة ظهرت فجأة قدامي وعبرتي عنها بمهارة، لسه فاكر الآن كلمة: "المطر شباب كل أرض بور"!، يعني إنتي مش مفتونة بالكلام لمجرد إنه كلام جميل وبس، لا!، اهتمامك بالمعنى واضح جدًا حتى لما بتكتبي زجل طويل بيكون تركيزك على المعنى أكبر بكتير جدًا من تركيزك على موسيقى الكلمات والمقاطع


    ويعني أشعر بالخجل من نفسي شوية لأني تابعتك على تويتر لأن صورتك كانت جميلة، قبل ما اكتشف فعلا فعلا فعلا إن زي ما بيقولوا الجمال جمال الروح!!، فانتي مختلفة عن الآخرين زي ما قلتي عن نفسك وليكي شخصية تجبر التاني إنه يحترمها رغمًا عنه، وأكيد - عشان واثق في ربنا - هشوفك مخرجة مبتكرة ليها طابعها الخاص، ولو نصحتك بحاجة انصحك إنك تقري في المسرح وعن المسرح، اقري مسرحيات كتيرة واقري الكتب اللي بتعرفك إزاي المسرحية بتتكتب وتتقدم، واتفرجي على المسرحيات، عشان هتكتشفي إن المسرح هو أساس كل فن، هو القصة الأولى، عشان فيه اهتمام بكل عناصر الدراما، النص، والمكان، والزمن، والممثل، والجمهور، الممثل مش بيكون ممثل فعلا إلا لما يمثل على المسرح، والمخرج مهما استخفى وراء الكاميرا مش هتبان موهبته الحقيقية إلا لو عرف إزاي يدير الممثلين وهم فوق خشبة المسرح وأمام الجمهور مباشرة، زي النكتة اللي بتقول إن الميكانيكي قال للطببيب: إنت بتفرق عني إيه، أنا بصلح العربيات زي ما أنت بتصلح الأجسام!، فالطبيب رد عليه وقاله: هذا صحيح إذا استطعت فقط أن تصلّح العربيات والموتور شغال فيها من غير ما تطفيه

    ميرا!، شكرًا ليكي، ومتزهقيش من شعورك بالوحدة، قريت قبل كده إن الوحدة مش بتعمل حاجة اه، بس بتساعد الأشياء على النضج!، مش هتعرفي نفسك إلا بالوحدة يعني، ولازم تعرفي نفسك عشان تعرفي الآخرين زي ما بيقولوا


    ودلوقتي انسي كل اللي اتكتب ده ومتتغريش!، عشان مشوارك طويل يا آنسة! ^_^، ولسه أسلوبك في الكتابة مش بيعكس نفسك تمامًا، لسه أسلوبك أدبي (عام)، مش أدبي (حيّ) بيشف عنك وبينطلق بحرية وعلى قد المعاني بالضبط، وانتي لما تحسي بأنك حرة في الكتابة هتحسي بالقوة الطبيعية في التعبير عن رؤيتك في الإخراج بسلاسة وسهولة، هتكون خبرتك زادت بإحساس الكلمات فهيزداد جمالها لما تطلعيها على الشاشة، بس دلوقتي اقري، واقري الحياة من حولك أكتر، ومتحكميش عليها دلوقتي خالص وتحاولي تحطيلها قواعد ثابتة، واتفرجي بملء عينك على الدنيا وعيشيها للآخر

    و
    ميرا شكري <<< هحفظ الاسم ده

    :P

    ReplyDelete